مالكوم يخرج عن السيطرة .. ألفاظ نارية تهز المدرجات وتفجّر أزمة بعد سقوط الهلال

خيّم التوتر على المشهد الختامي لمشاركة نادي الهلال السعودي في بطولة كأس العالم للأندية، وذلك بعد تصرف غير لائق من لاعب الفريق، البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا، عقب خسارة الزعيم أمام مواطنه فريق فلومينينسي البرازيلي في ربع نهائي البطولة، حيث التقطت الكاميرات لحظة تلفظه بعبارات مسيئة تجاه أحد مشجعي الفريق، في موقف أثار موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن الهلال ودع البطولة العالمية بعد خسارة مثيرة بنتيجة هدفين مقابل هدف، ضمن مواجهات دور الثمانية في النسخة الأولى من مونديال الأندية التي تشهد مشاركة 32 فريقًا، وبعد أن قدّم الفريق مستويات لافتة خلال مشاركته، جاءت نهاية المشوار بشكل لم يكن متوقعًا، ليس فقط بسبب الخسارة، بل أيضًا بسبب التصرف الفردي الذي غيّر مزاج اللحظة الأخيرة.
إقرأ ايضاً:دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالاتاحرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج
وحدثت الواقعة عقب إطلاق صافرة النهاية، عندما توجّه بعض الجماهير الهلالية بانتقادات غاضبة للاعبين بعد الأداء الذي لم يرتق لتطلعاتهم، حينها ردّ مالكوم بشكل مباشر على أحد المشجعين بكلمات اعتُبرت مسيئة وغير لائقة، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة تداوَلها المتابعون على نطاق واسع خلال الساعات الأخيرة.
وتفاعل جمهور الهلال مع الحادثة بغضب واضح، مطالبين بإجراءات حازمة من إدارة النادي تجاه ما وصفوه بـ"الانفلات السلوكي" من لاعب يُفترض به أن يتحلى بالاحترافية، خاصة وأن تمثيل الهلال في محفل عالمي يتطلب الانضباط والالتزام، سواء داخل الملعب أو خارجه، في ظل الصورة التي يحملها النادي على الصعيدين المحلي والدولي.
وكان مالكوم، الذي انضم إلى الهلال في صيف 2023 قادمًا من زينيت الروسي، يُعوَّل عليه كثيرًا في هذه البطولة نظرًا لقدراته الفنية العالية، إلا أن مستواه خلال المباراة لم يكن مقنعًا لكثير من الجماهير، وهو ما فجّر موجة الانتقادات التي يبدو أنها أثرت على أعصابه، ليرد بطريقة أثارت استياء واسعًا وأحدثت شرخًا في العلاقة مع الجماهير.
وقد أنهى الهلال، الذي قدّم عرضًا قويًا في البطولة أمام فرق كبرى، وعلى رأسها مانشستر سيتي الإنجليزي، مشاركته التاريخية بوصوله إلى دور ربع النهائي، إلا أن النهاية لم تكن بالشكل الذي يتمناه أنصاره، فبالإضافة إلى الإقصاء من المنافسة، جاءت واقعة مالكوم لتزيد من مرارة الوداع وتضع علامات استفهام حول الانضباط في صفوف الفريق.
ولم يصدر الرد الرسمي من النادي حتى اللحظة، إلا أن مصادر مقربة من الإدارة أشارت إلى وجود استياء داخلي من التصرف، مع احتمالية اتخاذ إجراءات انضباطية خلال الأيام القادمة، سواء عبر الغرامة أو الإيقاف، وذلك للحفاظ على هيبة النادي والتأكيد على أن التصرفات الفردية غير المقبولة لن تمر دون محاسبة.
وسلط تصرف مالكوم الضوء من جديد على العلاقة الحساسة بين اللاعبين والجماهير في اللحظات الحرجة، ففي الوقت الذي ترى فيه الجماهير أن من حقها التعبير عن خيبة أملها، يتطلب الأمر من اللاعبين ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزاز، مهما كانت حدة الانتقادات، وهو ما يغيب أحيانًا في مواقف مشابهة.
وكان الهلال يمني النفس بمواصلة المشوار إلى أبعد مدى في النسخة الجديدة من البطولة، التي جاءت بحلة موسعة ومشاركة قياسية، إلا أن عقبة فلومينينسي أوقفت الطموح عند الدور ربع النهائي، وسط أداء متباين لم يُرضِ طموح الجمهور، الذي لطالما طالب بالمزيد من التركيز والانسجام في الأداء الجماعي.
وكان اللاعبون، وعلى رأسهم مالكوم، تحت ضغط هائل في هذه البطولة، خاصة مع التغطية الإعلامية المكثفة والآمال الكبيرة المعلّقة على الفريق، إلا أن كل ذلك لا يبرر أي خروج عن النص، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الجماهير التي تُعدّ العنصر الأهم في منظومة كرة القدم، والداعم الأول للنادي في كل المناسبات.
وتشير تحليلات فنية إلى أن مستوى مالكوم في المباراة لم يكن بالمأمول، حيث غاب عنه التركيز في عدة لحظات حاسمة، وافتقد إلى الفاعلية في الثلث الهجومي، وهو ما زاد من حجم الانتقادات الموجهة له بعد نهاية اللقاء، خاصة وأنه يُعتبر من أغلى صفقات الفريق في السنوات الأخيرة، ويُنتظر منه تأثير أكبر في المناسبات الكبرى.
وقد يؤثر الجدل الدائر حاليًا على مستقبل اللاعب مع الهلال، خصوصًا إذا ما تطورت الأزمة مع الجماهير، أو في حال أبدى المدرب الجديد سيموني إنزاجي رأيًا حاسمًا بشأنه، خاصة وأن المرحلة القادمة تتطلب الاستقرار التام والتفرغ الكامل للجانب الفني، بعيدًا عن أي أزمات سلوكية قد تشتت التركيز وتؤثر على مسيرة الفريق.
ومن جهة أخرى، يرى البعض أن الواقعة يجب أن تُدرس بهدوء، بعيدًا عن التصعيد، مشيرين إلى أن ضغط المباريات والمنافسات الكبرى قد يدفع بعض اللاعبين للتصرف بعفوية أو انفعال، وهو ما يستدعي المعالجة الداخلية دون تصعيد إعلامي، حفاظًا على وحدة الفريق، وبما يضمن إعادة ترتيب الصفوف قبل انطلاقة الموسم الجديد.
ولكن في المقابل، لا تزال المطالب الجماهيرية تتزايد لمحاسبة اللاعب، وسط دعوات بعدم التساهل في هذا النوع من التصرفات، التي تُضعف العلاقة بين اللاعب والمدرج، وقد تؤثر سلبًا على حالة الدعم النفسي التي يحتاجها الفريق في مراحله القادمة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة المنتظرة في الدوري والبطولات الآسيوية.
كما أن الهلال مقبل على موسم حافل بالتحديات، والإدارة بقيادة فهد بن نافل تدرك أن الحفاظ على الانضباط داخل الفريق لا يقل أهمية عن التعاقدات الفنية، فالمشهد الكامل يتطلب توازنًا بين الأداء والاحترافية، وهو ما يجب أن يكون حاضرًا في سلوك كل لاعب يرتدي القميص الأزرق، ويمثّل طموحات جماهير لا ترضى سوى بالقمة.
وتبقى واقعة مالكوم فرصة للمراجعة وإعادة التقييم، سواء على مستوى التواصل مع الجماهير أو إدارة الضغوط داخل وخارج الملعب، وفي الوقت نفسه تُعدّ تذكيرًا بأهمية ضبط النفس والتعامل الاحترافي، خصوصًا حين تكون الأنظار مسلطة على الفريق في محافل دولية تمثل واجهة الكرة السعودية على مستوى العالم.
- "النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط
- نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية
- مشروع مترو الإسكندرية نقلة نوعية في النقل الحضاري والبنية التحتية
- مهرجان الإسكندرية السينمائي يتحول إلى منصة ثقافية تستحق دعمًا أكبر
- معرض أخبار اليوم للتعليم العالي ينطلق من مكتبة الإسكندرية بحضور قيادات التعليم والطلاب
- مايكروسوفت تكشف عن مستقبل ويندوز المدعوم بالذكاء الاصطناعي