إجازة طويلة أم إنذار مبكر؟ .. قرار عاجل من إنزاجي عقب خروج الهلال من المونديال

في خطوة عاجلة جاءت عقب الخروج المرير من بطولة كأس العالم للأندية 2025، اتخذ المدير الفني لنادي الهلال السعودي، الإيطالي سيموني إنزاجي، أول قراراته التنظيمية تجاه الفريق، حيث منح اللاعبين إجازة تمتد لواحد وعشرين يومًا، في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق والتحضير المبكر للاستحقاقات المقبلة، بعد خيبة أمل كانت ثقيلة على جماهير الفريق.
وكان الهلال قد ودع البطولة العالمية من الدور ربع النهائي عقب خسارته بهدفين مقابل هدف وحيد أمام نادي فلومينينسي البرازيلي، في مباراة لم تخلُ من الندية، لكنها كشفت عن فجوة في بعض الجوانب الفنية والبدنية لدى لاعبي الهلال، الأمر الذي جعل المدرب الإيطالي يعلّق أهمية بالغة على تقييم التجربة، واتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع قبل الدخول في منافسات كأس السوبر السعودي منتصف أغسطس المقبل.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر
وقد فُسر قرار إنزاجي بمنح اللاعبين راحة طويلة نسبيًا من قبل عدد من المحللين بأنه محاولة لامتصاص الصدمة النفسية التي خلفها الخروج المبكر، فضلًا عن منحه الجهاز الفني فرصة لإعادة برمجة خطة الإعداد، خاصة أن الفريق خاض فترة مزدحمة بالمباريات في الأشهر الماضية، مما ألقى بظلاله على الأداء الفني والذهني للاعبين خلال البطولة العالمية.
وفي تصريحات إعلامية بعد نهاية اللقاء، أقر إنزاجي بأهمية المشاركة في كأس العالم للأندية، معتبرًا إياها لحظة فاصلة في بداية مشواره مع الفريق، حيث قال: "كأس العالم للأندية لحظة مفصلية لي لمعرفة مستوانا وكيف يتدرب اللاعبون، وما يمكن وعد الجماهير به أننا سنخوض موسمًا رائعًا"، مؤكدًا أن البطولة شكلت اختبارًا حقيقيًا لقدرات الفريق وجهازه الفني.
وأضاف المدرب الإيطالي أن الفريق سيبدأ الاستعداد الفعلي للموسم الجديد في نهاية الشهر الجاري، من خلال معسكر خارجي في النمسا، يتبعه التوجه لخوض بطولة كأس السوبر السعودي، مشيرًا إلى أن خوض البطولة العالمية كان ضروريًا من أجل الوقوف على أرض الواقع، وفهم طبيعة التحديات الفنية والتنظيمية التي تنتظرهم.
كما أبدى إنزاجي احترامه للمستوى الذي قدمه فلومينينسي في اللقاء، معترفًا بأن الفريق البرازيلي دخل المباراة بجدية عالية ونجح في فرض سيطرته خلال الشوط الأول، مضيفًا: "كان هناك عدة فرص لم نستغلها، وهذا ما صنع الفارق في النهاية"، في إشارة إلى التفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما تحسم المواجهات الكبرى على الساحة الدولية.
وكانت الجماهير الهلالية قد علّقت آمالًا كبيرة على الفريق لتحقيق إنجاز عالمي جديد، بعد الأداء اللافت الذي قدمه في النسخة الماضية من البطولة، إلا أن الواقع اصطدم بتغيرات عديدة في الجهاز الفني وتباين مستوى بعض اللاعبين، خاصة في ظل تولي إنزاجي مسؤولية الفريق قبل فترة قصيرة من بداية البطولة.
ويُنظر إلى الفترة القادمة على أنها محورية في مسار الهلال تحت قيادة إنزاجي، الذي جاء بسمعة فنية عالية بعد تجربته الناجحة مع إنتر ميلان الإيطالي، حيث يتوقع منه أن يضع بصمته التكتيكية ويعيد هيكلة التشكيلة بما يتناسب مع تطلعات الإدارة والجماهير، ووفقًا للبرنامج الذي وضعه استعدادًا للموسم، فإن معسكر النمسا سيكون محطة أساسية لتجريب خطط جديدة وزيادة الانسجام بين العناصر الأساسية.
وتدور في الأوساط الرياضية السعودية تساؤلات كثيرة حول قدرة إنزاجي على قيادة الهلال نحو منصات التتويج محليًا وآسيويًا، في ظل المنافسة الشرسة التي باتت تعرفها البطولات السعودية، بعد الطفرة الكبيرة في التعاقدات والاهتمام المتزايد من قبل الأندية بجلب أسماء عالمية على الصعيدين الفني واللاعبين.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث يسعى الهلال لإعادة ترميم صفوفه واستعادة الثقة قبل بداية الموسم الجديد، خاصة أن الإخفاق في المحفل العالمي شكّل صدمة معنوية لجماهيره، وهو ما يستوجب عملاً دؤوبًا على المستويين الفني والنفسي داخل معسكر الإعداد المقبل.
ومن جهة أخرى، أفادت مصادر مقربة من النادي أن الإدارة الهلالية تدعم بشكل كامل رؤية إنزاجي الفنية، وأنها ترى في المدرب الإيطالي مشروعًا طويل الأمد لإعادة بناء هوية الفريق، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي طرأت على خارطة كرة القدم السعودية بعد التوجه نحو استقطاب نجوم عالميين ورفع جودة التنافس المحلي.
ويُنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة حراكًا على مستوى سوق الانتقالات بالنسبة للهلال، إذ من المتوقع أن يجري الفريق عددًا من التغييرات في قائمته، سواء عبر الاستغناء عن بعض اللاعبين أو تعزيز الخطوط التي أظهرت هشاشة فنية خلال مباريات البطولة الأخيرة، ويُعتقد أن إنزاجي سيعتمد بشكل كبير على نتائج المعسكر الخارجي في حسم هذه التوجهات.
وتعكس هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها الهلال واقعًا جديدًا في كرة القدم السعودية، حيث باتت الضغوط الجماهيرية والإعلامية لا تقل تأثيرًا عن المنافسات داخل المستطيل الأخضر، وهو ما يدفع الأجهزة الفنية للعمل تحت ضغط عالٍ، ويتطلب قدرًا كبيرًا من الحنكة في إدارة المواقف والتوازن بين متطلبات النتائج والعمل الفني البعيد المدى.
ولم يُخفِ المدرب في تصريحاته شعوره بالإحباط من النتيجة، لكنه أظهر في الوقت ذاته ثقة كبيرة في قدرة فريقه على تصحيح المسار، قائلًا: "لن أعد الجماهير إلا بشيء أؤمن أننا نستطيع تحقيقه، وسنخوض موسمًا قويًا"، مما يعكس رغبته في تحويل خيبة الأمل إلى دافع لتقديم أداء مختلف في البطولات القادمة.
ويترقب عشاق الفريق الأزرق بشغف ما ستسفر عنه التحضيرات الصيفية، خصوصًا أن التحديات المقبلة لا تقل أهمية عن ما مضى، ويأملون أن تحمل المرحلة الجديدة بقيادة إنزاجي تطورًا حقيقيًا في مستوى الفريق، واستعادة بريقه المحلي والقاري بعد خيبة الأمل الأخيرة.
- دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات
- احرص على تأمين مستقبلك: خطوات الاشتراك في نظام معاشات المصريين بالخارج
- خطوات إصدار رخصة قيادة خاصة للنساء في السعودية
- الوثائق اللازمة لفتح حساب مصرفي في بنك الراجحي 1446
- خطوات التعرف على رقم شريحة زين في المملكة 2024
- خطوات إصدار رخصة قيادة دولية في السعودية عام 1446