لهذا السبب .. تشغيل ثلاث مسارات جديدة لحافلات الرياض

كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بالتعاون مع مشغل النقل العام، عن تشغيل ثلاث مسارات جديدة ضمن شبكة "حافلات الرياض" ابتداءً من يوم السبت الموافق 6 يوليو 2025، وذلك في إطار المرحلة التوسعية التي تهدف إلى تحسين تجربة النقل العام في العاصمة وتعزيز التكامل بين الحافلات وقطار الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تطوير منظومة النقل الحضري في المدينة، حيث تسعى الهيئة من خلالها إلى توفير خيارات أكثر تنوعًا ومرونة أمام سكان وزوار العاصمة، بما ينسجم مع توجهات الاستدامة وتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة في التنقلات اليومية.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر دوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

وأوضحت الهيئة أن المسارات الجديدة تم تصميمها بعناية لربط الأحياء السكنية الرئيسية بمحطات النقل العام الكبرى، وعلى رأسها محطة جامعة الملك سعود، التي أصبحت محورًا مركزيًا في شبكة الربط الجديدة، بما يضمن تقليل أوقات الانتظار وتسهيل الوصول إلى مختلف الوجهات.

وتمتد ساعات عمل هذه المسارات من الساعة 6:30 صباحًا وحتى منتصف الليل، وهي فترة تشغيل طويلة تتيح للمستخدمين مرونة عالية في التنقل سواء لأغراض العمل أو الدراسة أو الترفيه، وهو ما يعزز من فعالية هذه المسارات وقدرتها على استيعاب احتياجات مختلف فئات المجتمع.

ويأتي تشغيل هذه المسارات الثلاثة بعد أشهر قليلة من إعلان ربط حي السفارات بشبكة النقل العام عبر "حافلات الرياض" في مارس الماضي، وهي الخطوة التي لاقت استحسانًا واسعًا من سكان الحي، لما وفرته من سهولة في التنقل وخفض للزحام المروري في محيط الحي الحيوي.

وتُعد هذه التحركات جزءًا من خطة أوسع تتبناها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للارتقاء بجودة الحياة في العاصمة، من خلال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية الذكية وتوسيع نطاق التغطية الجغرافية لشبكة النقل العام، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاع النقل والخدمات الحضرية.

وأكدت الهيئة أن تشغيل المسارات الجديدة جاء بعد دراسات مرورية مكثفة، شملت تحليل أنماط التنقل والاكتظاظ في الشوارع الرئيسية، إلى جانب استطلاع آراء السكان حول المسارات ذات الأولوية، لضمان توافق هذه التوسعة مع احتياجات المجتمع المحلي.

وأشار المسؤولون في الهيئة إلى أن الحافلات العاملة على هذه المسارات مجهزة بمعايير تقنية متطورة، تشمل أنظمة التتبع الذكي والجدولة الزمنية الدقيقة، إضافة إلى مستويات عالية من الراحة داخل المركبات، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر فاعلية وجاذبية.

وتسعى "حافلات الرياض" إلى تحقيق تغطية واسعة للمناطق التي تعاني من نقص في خدمات النقل، عبر توسيع خطوطها وتطوير نقاط التوقف بشكل يتناسب مع الكثافات السكانية ونقاط الجذب الحضرية، مثل الجامعات والمراكز التجارية والمستشفيات.

وتكمن أهمية هذه الخطوة في أنها تسهم بشكل مباشر في الحد من الاختناقات المرورية، وتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية، من خلال تشجيع فئات أكبر من السكان على استخدام وسائل النقل الجماعي الحديثة، عوضًا عن الاعتماد الكلي على المركبات الخاصة.

وفي ضوء هذه التوسعة، دعت الهيئة سكان الأحياء المشمولة بالمسارات الجديدة إلى تجربة الحافلات والاستفادة من مزاياها، مؤكدة أن الجدولة الزمنية للمسارات روعي فيها تحقيق أقصى درجات الدقة والانضباط، بما يضمن تقديم خدمة عالية الجودة.

وتشمل الخطة أيضًا إطلاق حملات توعوية عبر المنصات الرقمية والشاشات الذكية داخل المحطات، تهدف إلى تعريف الركاب بالمسارات الجديدة وآليات الدفع الإلكتروني وخدمات المتابعة عبر التطبيقات المخصصة، وذلك لتعزيز تجربة المستخدم وجعلها أكثر سلاسة.

وترى الجهات المسؤولة أن مشروع النقل العام في الرياض يمثل أحد أهم المشاريع التنموية التي تعكس تحول العاصمة نحو المدن الذكية، حيث يشكل النقل الجماعي حجر الزاوية في أي بنية حضرية حديثة، ويسهم في دعم نمو الاقتصاد الحضري واستدامته.

وبينت الهيئة الملكية أن الشبكة الجديدة للحافلات لا تقتصر فوائدها على الجوانب المرورية فحسب، بل تتعداها إلى التأثير على حياة الأفراد، من خلال توفير الوقت وخفض التكاليف اليومية للنقل، وهو ما يعزز من الإنتاجية العامة ويقلل من الأعباء المالية على الأسر.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه مدينة الرياض توسعًا سكانيًا وعمرانيًا متسارعًا، ما يتطلب تطوير البنية التحتية للنقل بما يتوافق مع النمو المستمر، الأمر الذي جعل من مشاريع النقل العام أولوية قصوى في الخطط التنموية للمدينة.

وتواصل الهيئة الملكية مراقبة أداء الحافلات من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية والتقييم المستمر لرضا المستخدمين، وذلك لضمان التحسين المستمر وتلافي أية تحديات تشغيلية قد تطرأ في مراحل التطبيق المختلفة.

كما أشارت الهيئة إلى أن هذه المسارات ما هي إلا بداية لمرحلة قادمة من التوسعات الأكبر، والتي ستشمل تغطية أحياء جديدة وإضافة مسارات فرعية تربط بين المراكز الحيوية، مما يعزز من مكانة الرياض كمدينة متكاملة الخدمات وذات شبكة نقل حديثة ومستدامة.

وفي الوقت ذاته، شددت الهيئة على أهمية التفاعل المجتمعي مع هذه الخدمات، حيث يُعد وعي المواطن والمقيم بأهمية النقل الجماعي واستخدامه اليومي جزءًا أساسيًا من إنجاح هذه المشاريع وتحقيق الأثر المنشود منها على مستوى المدينة والبيئة والاقتصاد.

اقرأ ايضاً