"Saudi Smart Flock".. "ريف" يطلق أول نظام عالمي لإدارة القطعان ببصمة الوجه

الثروة الحيوانية
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في نقلة نوعية تهدف إلى دمج التقنيات المتقدمة مع أحد أقدم القطاعات الإنتاجية في المملكة، أكد برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة "ريف السعودية"، على أن استراتيجيته ترتكز على تعزيز قدرات صغار مربي الماشية، ورفع قيمة نظام الإنتاج الحيواني لتحقيق الأمن الغذائي.

وضمن هذا التوجه، استعرض البرنامج أبرز جهوده التطويرية التي تم تنفيذها خلال العام الماضي، والتي تمثلت في تطبيق نظام "Saudi Smart Flock" الرقمي لأول مرة في المملكة، وهو نظام يعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء لإحداث ثورة في إدارة مزارع تربية الماشية.
إقرأ ايضاً:"احذر.. وقوف سيارتك في غير الأماكن المخصصة يكلفك هذه الغرامة تراجع أسعار البيض وتباين منتجات الألبان والحليب في السعودية

وأوضح المتحدث الرسمي لبرنامج "ريف السعودية"، ماجد البريكان، أن هذا النظام الرقمي الذكي يعد الأول من نوعه على المستوى العالمي في مجال إدارة قطعان المجترات الصغيرة، وذلك بفضل شموليته وإمكاناته التقنية المتعددة التي تم تصميمها خصيصًا لتلبية احتياجات المربين.

وأشار البريكان إلى أن النظام، الذي تم تطبيقه وتجربته بنجاح في ست مزارع صغيرة كنموذج أولي، يستخدم تقنيات متطورة تشمل إنترنت الأشياء والتعرف على الوجه، مما يمثل قفزة هائلة مقارنة بالطرق التقليدية في متابعة وإدارة القطعان.

إن أبرز ما يميز هذا النظام هو اعتماده على تقنية عالية الدقة لتمييز كل حيوان عن طريق بصمة وجهه، حيث يتم التعرف عليه استنادًا إلى صورته، وهي تقنية غير تلامسية وتتفوق على الأساليب التقليدية مثل الترقيم بالأذن، والتي قد تكون عرضة للتلف أو الفقدان.

ويقدم النظام عبر منصته الإلكترونية مجموعة من الحلول المتكاملة التي تساعد المربي على اتخاذ قرارات دقيقة ومبنية على البيانات، حيث يمكنه من خلالها متابعة معدلات إنتاجية كل فرد في القطيع، سواء من حيث إنتاج الحليب أو معدلات النمو أو الولادات.

كما يوفر النظام ميزة حيوية تتمثل في الإفادة الفورية عن الحالة الصحية للحيوانات، حيث يمكن لأجهزة الاستشعار رصد أي تغيرات سلوكية أو صحية، وإرسال تنبيهات مباشرة للمربي، مما يسمح بالتدخل السريع ومنع انتشار الأمكراض، وتقليل نسبة الفاقد في القطيع.

وبالإضافة إلى ذلك، يعمل النظام على إدارة سجل رقمي متكامل لكل حيوان، يشمل تاريخه الصحي والإنتاجي ونسبه، وهو ما يرفع من جودة الإدارة بشكل عام، ويسهل عمليات البيع والشراء، ويدعم اتخاذ القرارات المتعلقة بالتربية والتحسين الوراثي.

إن تطبيق هذا النظام لا يقتصر على مزارع التربية المكثفة الحديثة فقط، بل يمكن استخدامه بكفاءة في مزارع التربية التقليدية أيضًا، مما يجعله أداة مرنة وشاملة قادرة على خدمة شريحة واسعة من صغار مربي الماشية في مختلف مناطق المملكة.

وتأتي هذه المبادرة كجزء من الدعم الكبير الذي يوليه برنامج "ريف السعودية" لقطاع صغار مربي الماشية، إيمانًا بأهمية هذا القطاع في تحقيق الأمن الغذائي، ودوره في توفير مصدر دخل مستدام لآلاف الأسر في المناطق الريفية.

ويهدف البرنامج من خلال هذه التقنيات إلى تحسين إنتاجية صغار المربين، وزيادة دخولهم المادية، وتحسين سبل عيشهم، ونقلهم من دائرة الإنتاج التقليدي إلى آفاق الإنتاج الاحترافي الذي يعتمد على العلم والبيانات الدقيقة.

إن تمكين صغار المربين بهذه الأدوات الرقمية يمنحهم قدرة تنافسية أكبر، ويساعدهم على رفع جودة منتجاتهم، ويجعل من استثماراتهم في الثروة الحيوانية أكثر ربحية واستدامة على المدى الطويل.

ويعكس هذا التوجه الاستراتيجي حرص المملكة، ضمن رؤيتها 2030، على تطوير القطاع الزراعي بشكل عام، وقطاع الثروة الحيوانية بشكل خاص، وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

في المحصلة النهائية، لم يعد دعم مربي الماشية يقتصر على الدعم المادي التقليدي، بل انتقل إلى مرحلة جديدة من الدعم التقني والمعرفي، الذي يضع أحدث ابتكارات العصر في خدمة هذا القطاع العريق، لضمان مستقبله وازدهاره.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook