"لاعب منبوذ".. نادي سعودي ينسحب من صفقة نجم أرسنال توماس بارتي

توماس بارتي
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في تحول دراماتيكي مفاجئ، توقفت بشكل كامل مفاوضات كانت متقدمة بين أحد الأندية السعودية الكبرى والنجم الغاني توماس بارتي، لاعب خط وسط نادي أرسنال الإنجليزي، وذلك في أعقاب الإعلان الرسمي عن توجيه تهم جنائية خطيرة للاعب من قبل السلطات البريطانية.

فبعد أن كان انتقال اللاعب الدولي إلى دوري روشن للمحترفين وشيكًا، ومسألة وقت لا أكثر، جاءت الأخبار الصادمة من لندن لتنسف الصفقة من أساسها، وتضع مستقبل اللاعب نفسه في مهب الريح، وتجبر النادي السعودي على الانسحاب الفوري من المفاوضات.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذردوري يلو يقترب من ضم الجناح البرازيلي الواعد جوستافو مايا قبل إغلاق الانتقالات

وكانت الشرطة البريطانية قد وجهت يوم الجمعة الماضي خمس تهم اغتصاب وتهمة اعتداء جنسي واحدة لتوماس بارتي، وهي تهم تتعلق بثلاث سيدات، ويُزعم أن هذه الجرائم قد وقعت بين عامي 2021 و2022، مما يضع اللاعب أمام معركة قضائية معقدة.

هذا الإعلان الرسمي من قبل الادعاء العام البريطاني، ألقى بظلاله الكثيفة على مسيرة اللاعب، حيث من المقرر أن يمثل أمام محكمة وستمنستر الجزئية في لندن، في الخامس من شهر أغسطس المقبل، لتبدأ أولى فصول محاكمته.

وتعود بداية هذه القضية إلى شهر يوليو من عام 2022، حين تم إلقاء القبض على اللاعب لأول مرة، ورغم عدم الكشف عن هويته في ذلك الوقت التزامًا بالقوانين البريطانية، إلا أنه استمر في اللعب مع ناديه أرسنال طوال فترة التحقيقات.

لكن مع توجيه التهم بشكل رسمي الآن، تغير المشهد بالكامل، حيث سارع نادي أرسنال إلى إيقاف اللاعب عن التدريبات والمشاركة، في خطوة احترازية متوقعة، بينما تحركت الأندية السعودية المهتمة بخدماته بشكل أسرع، وأغلقت ملفه بالكامل.

لقد كانت عدة أندية سعودية، وعلى رأسها النادي الأهلي، قد أبدت اهتمامًا كبيرًا بالتعاقد مع لاعب خط الوسط الغاني، الذي كان يبحث عن تحدٍ جديد خارج أسوار الدوري الإنجليزي، وكانت المفاوضات قد وصلت بالفعل إلى مراحل متقدمة.

إلا أن هذه التطورات القضائية الخطيرة، أجبرت الأندية السعودية على اتخاذ قرار حاسم وفوري بوقف جميع أشكال التفاوض، والانسحاب من الصفقة، وهو قرار يعكس حرص هذه الأندية على حماية سمعتها، والابتعاد عن أي لاعب تحوم حوله شبهات جنائية بهذا الحجم.

إن هذا الموقف يؤكد أن الأندية السعودية، ورغم قدرتها المالية الهائلة ورغبتها في استقطاب أفضل نجوم العالم، إلا أنها تضع معايير أخلاقية وسلوكية صارمة، ولا يمكن أن تتغاضى عن مثل هذه الاتهامات الخطيرة، التي تتعارض مع قيم المجتمع وثوابته.

وبينما يتمسك الدفاع بمبدأ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، فإن عالم كرة القدم الاحترافي له حساباته الخاصة، حيث إن مجرد توجيه مثل هذه التهم كفيل بتدمير سمعة اللاعب، وجعله شخصًا غير مرغوب فيه من قبل الأندية الكبرى التي تعد علامات تجارية عالمية.

لقد كان توماس بارتي على بعد خطوات قليلة من الانضمام إلى كوكبة نجوم دوري روشن، والحصول على عقد مالي ضخم، وبدء فصل جديد ومثير في مسيرته، لكن كل هذه الأحلام قد تبخرت في لحظة، وتحولت إلى كابوس قضائي غامض.

ويجد اللاعب الغاني نفسه الآن في عزلة تامة، موقوفًا من قبل ناديه الحالي، ومرفوضًا من قبل الأندية التي كانت ترغب في ضمه، في انتظار ما ستسفر عنه محاكمته، التي ستحدد ليس فقط مستقبله الكروي، بل مصير حياته بأكملها.

في المحصلة النهائية، تمثل قصة توماس بارتي درسًا قاسيًا، وتذكيرًا بأن سلوك اللاعب خارج الملعب لا يقل أهمية عن أدائه داخله، وأن السمعة الطيبة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من قيمة أي لاعب في عالم الاحتراف، وهو ما أدركته الأندية السعودية جيدًا، واتخذت قرارها الحاسم على أساسه.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook