الهلال يعتذر رسميًا عن المشاركة في كأس السوبر ويوضح الأسباب

نادي الهلال السعودي
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

بعثت شركة نادي الهلال خطابًا رسميًا إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلنت فيه اعتذار الفريق الأول عن عدم المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي لموسم 2025-2026، مبررة القرار بعدد من العوامل التنظيمية والبدنية التي رافقت مشاركة الفريق الأخيرة في بطولة كأس العالم للأندية والتي أثّرت بشكل مباشر على جاهزية اللاعبين وظروف الإعداد للموسم الجديد.

وجاء في الخطاب أن قرعة بطولة السوبر التي أجريت بتاريخ 19 يونيو الماضي قد تزامنت مع مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، حيث خاض أولى مبارياته أمام ريال مدريد الإسباني يوم 18 يونيو، ليواصل بعد ذلك مشواره المشرّف بوصوله إلى دور الـ16 ثم التأهل إلى ربع النهائي بتاريخ 4 يوليو، وهو ما أدى إلى ضغط كبير على جدول الفريق.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وأكدت الشركة أن الفريق اضطر للبقاء في مدينة أورلاندو الأمريكية لمدة ثلاثة أيام بعد انتهاء مشاركته نتيجة ظروف الطيران، وهو ما أدى إلى تقليص فترة إجازة اللاعبين السنوية إلى 24 يومًا فقط في حالة الاعتذار، أو 21 يومًا فقط في حال قرر المشاركة، وهو ما يخالف صراحة بنود العقود المبرمة مع اللاعبين بحسب لوائح الاتحاد السعودي.

وأوضحت الشركة أن المادة 5.6 من ملاحق لائحة الاحتراف تنص على وجوب حصول اللاعب على إجازة لا تقل عن 28 يومًا سنويًا، وهو ما التزمت به إدارة النادي في عقود جميع اللاعبين المحترفين، وبالتالي فإن الالتزام بالمشاركة في السوبر كان سيتعارض قانونيًا مع الحقوق التعاقدية للاعبين.

كما أشار الخطاب إلى أن تأخر انطلاق إجازة اللاعبين تزامن مع بدء استعدادات بقية الأندية للموسم الجديد، ما أدى إلى اختلال في مبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق المشاركة في السوبر، إذ اضطر الهلال لتأجيل بداية معسكره التحضيري حتى يحصل اللاعبون على الحد الأدنى من الراحة المقررة نظاميًا.

وذكرت الشركة أن الجدول الزمني للبطولات المحلية الذي أرسله الاتحاد السعودي يوم 1 يونيو لم يتضمن أي إشارة إلى أن البطولة ستُقام خارج المملكة وتحديدًا في مقاطعة هونغ كونغ، حيث لم يتم الإعلان عن مكان إقامة البطولة إلا في 13 يونيو، في وقت كانت فيه بعثة الهلال قد غادرت بالفعل إلى أمريكا.

وأوضحت أن الفريق لم يكن يعلم بموعد نهاية مشاركته في البطولة الدولية نظرًا لطبيعة مباريات خروج المغلوب، وهو ما جعل التخطيط للعودة والمشاركة في السوبر أمرًا غير ممكن فنيًا ولوجستيًا، خاصة وأن السفر من أمريكا إلى هونغ كونغ يحتاج إلى ترتيبات زمنية طويلة وغير واقعية في ظل المدد الضيقة بين البطولتين.

وشددت شركة الهلال على اعتزازها الكبير بكأس السوبر السعودي كواحدة من البطولات المحلية التي لطالما ساهم النادي في رفع مستواها وتحقيقها لعدة نسخ، إلا أن الظروف البدنية والعضلية الصعبة التي يمر بها اللاعبون بعد موسم طويل وشاق فرضت على الإدارة اتخاذ قرار يراعي سلامة الفريق.

وبيّن الخطاب أن عددًا من لاعبي الفريق شاركوا مع المنتخبات الوطنية فور نهاية الموسم دون فترات راحة، ثم انتقلوا مباشرة إلى المشاركة في كأس العالم للأندية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإرهاق والإجهاد، وهو ما كشفته التقارير الطبية التي أوصت بضرورة إراحة اللاعبين تفاديًا لأي إصابات مستقبلية.

وأكدت الشركة أن اعتذار الهلال ليس قرارًا فنيًا أو إداريًا بقدر ما هو خيار استراتيجي فرضته المعطيات الواقعية والاحترافية، بما يضمن الحفاظ على استمرارية الأداء والجاهزية للاعبين الدوليين الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب الوطني في الاستحقاقات القادمة.

ونبّه الخطاب إلى أن المنتخب السعودي يستعد لمعسكر مهم في شهر أكتوبر المقبل ضمن برنامج التأهل إلى كأس العالم، وهو معسكر يتطلب تواجد اللاعبين في أعلى درجات الجاهزية البدنية، وعدم مشاركتهم في السوبر يصبّ في مصلحة المنتخب وليس فقط النادي.

وقدّمت شركة الهلال مقترحًا إلى الاتحاد السعودي بإيجاد حلول بديلة تضمن استمرار البطولة دون مشاركة الهلال هذا الموسم، بما يُحقق الأهداف التسويقية والترويجية المرجوة من تنظيمها في هونغ كونغ، مع مراعاة الوضع الاستثنائي الذي يمر به الفريق عقب تمثيله المشرف للمملكة عالميًا.

وأكدت الشركة أن الهلال لم يدّخر جهدًا في تمثيل الوطن خلال مشاركته بكأس العالم للأندية، وقدّم صورة مشرفة للكرة السعودية على الساحة الدولية، وكان من الأولى أن يُؤخذ ذلك بعين الاعتبار عند تحديد جداول البطولات المحلية والمشاركة الخارجية.

كما أبدى النادي تفهمه للجهود التي يبذلها الاتحاد السعودي في تنظيم البطولات، داعيًا إلى تعزيز الشفافية والتنسيق المسبق في تحديد مواعيد البطولات الخارجية والمحلية، بما يُحقق العدالة بين الأندية ويضمن التوزيع العادل للجهد والراحة بين اللاعبين.

واختتم الخطاب بالتأكيد على التزام الهلال الدائم تجاه تطوير الكرة السعودية، مشيرًا إلى أن هذا الاعتذار لا يُعد انسحابًا بل موقفًا احترافيًا يخدم مصلحة الجميع، ويُعبّر عن وعي إداري بخطورة الإرهاق البدني على مسيرة اللاعبين والنادي والمنتخب الوطني على حد سواء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook