موسم العنب المحلي يزدهر في أغسطس: إنتاج يتجاوز 122 ألف طن وجودة تفوق المستورد

العنب في أسواق المملكة
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

تشهد أسواق المملكة خلال شهر أغسطس انتعاشًا لافتًا في إنتاج الفواكه الصيفية المحلية، حيث تتصدر فاكهة العنب المشهد بتنوع أصنافه وجودته العالية، لتنافس المستورد من حيث الطعم والإقبال، وتُغطي كميات الإنتاج الضخمة حاجات السوق المحلية بكفاءة، ما يُعزز مكانة العنب السعودي كمصدر غذائي واقتصادي مهم.

ويمثل العنب المحلي عنصرًا أساسيًا في سلال الفواكه التي يقتنيها المستهلكون، نظرًا لما يتمتع به من طعم فريد وقيمة غذائية مرتفعة، إلى جانب استخداماته الواسعة في الصناعات التحويلية، وهو ما جعله خيارًا أول في فصل الصيف، خصوصًا مع كثافة المعروض وتنوع الأصناف المتوفرة.
إقرأ ايضاً:مجلس الشورى يدعم تسريع إجراءات المطالبات التأمينية ويستعرض استراتيجيات التنمية الوطنيةجستنيه يربك جماهير الاتحاد بتغريدة غامضة.. إشارات صراع نفوذ خلف الكواليس

وتُقدّر وزارة البيئة والمياه والزراعة إجمالي إنتاج المملكة من العنب بأكثر من 122.3 ألف طن، وهو رقم يعكس النمو المتسارع لهذا المحصول، نتيجة الاهتمام الحكومي المستمر والدعم الموجه إلى المزارعين، والذي ترجم إلى تحسن في جودة المحصول وزيادة المساحات المزروعة.

وقد ساهم تبني الممارسات الزراعية الحديثة، والاعتماد على التقنيات الذكية في الري والتسميد، في الارتقاء بجودة العنب المحلي، وتقديمه للمستهلك بأساليب أكثر جاذبية، مع الحفاظ على قيمته الغذائية وسلامته الصحية، بما يتماشى مع التوجهات الزراعية المستدامة.

وتتوزع زراعة العنب في مناطق متعددة من المملكة، أبرزها تبوك، القصيم، حائل، الجوف، المدينة المنورة، عسير، ومحافظة الطائف، حيث تختلف الظروف المناخية من منطقة لأخرى، ما يُتيح إنتاج أصناف متنوعة تلبي كافة الأذواق واحتياجات السوق.

وتؤكد وزارة البيئة أن الأصناف المحلية تتميز بجودتها العالية ومذاقها الغني، ومن أشهر هذه الأنواع العنب الطائفي، الحلواني، البناتي، إيرلي سويت، كريمسون سيدلس، طومسون سيدلس، والسوبيريور، وجميعها تلقى رواجًا واسعًا سواء في الأسواق أو الصناعات المرتبطة.

وتكمن قوة هذا التنوع في استخدامات العنب المختلفة، حيث يُعد مكونًا رئيسيًا في عدد من الصناعات التحويلية مثل العصائر والمربيات والمثلجات، فضلًا عن كونه عنصرًا مهمًا في تحضير بعض أنواع الحلوى والمكملات الغذائية، ما يجعله أكثر من مجرد فاكهة موسمية.

ويُسهم تطور قطاع العنب في تعزيز الأمن الغذائي للمملكة، إذ يلبي هذا الإنتاج المحلي جزءًا مهمًا من احتياجات السكان، ويُقلل الاعتماد على الاستيراد الخارجي، ويأتي ذلك ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تنمية قطاع الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجيًا.

كما يُعتبر العنب من المحاصيل التي تحمل بُعدًا اقتصاديًا مهمًا، لما تدرّه من عوائد على المزارعين والأسواق، فضلًا عن كونه قطاعًا واعدًا للاستثمار الزراعي، ما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل وتحفيز الأنشطة غير النفطية.

وتركّز وزارة البيئة والمياه والزراعة جهودها في تمكين المزارعين من خلال برامج دعم فني وإرشادي وتمويلي متكاملة، حيث يتم توجيه المزارعين نحو الأساليب الأحدث في الزراعة، بما في ذلك التحول الرقمي في الزراعة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد.

وتحرص الوزارة على تعزيز ميزات المناطق الزراعية، بحيث يتم دعم المحاصيل التي تناسب البيئة المحلية لكل منطقة، ما يسهم في تحسين جودة المنتجات وتقليل الكُلف التشغيلية، وبالتالي رفع القدرة التنافسية للفواكه المحلية في الأسواق.

ويعكس موسم العنب صورة مشرقة للزراعة السعودية الحديثة، والتي انتقلت من مرحلة الإنتاج التقليدي إلى نموذج متطور قائم على التقنية والاستدامة، وهو ما بات ينعكس على وفرة المنتجات وتنوعها، خصوصًا في فصل الصيف.

كما أن الإقبال المتزايد من المستهلكين على العنب المحلي، يوضح ارتفاع الوعي بأهمية دعم المنتجات الوطنية، والاستفادة من جودتها وتنوع أصنافها، ما يعزز من استقرار السوق ويحفز المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.

ويُعد موسم العنب الحالي دليلاً واضحًا على أن الزراعة السعودية تسير بخطى ثابتة نحو التقدم، في ظل الدعم الكبير الذي تُوفره الدولة، والتعاون المثمر بين القطاعات الحكومية والمزارعين والجهات الاستثمارية المهتمة بالأمن الغذائي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook