انخفاض العواصف الترابية في المملكة بنسبة 41% خلال يوليو

العواصف الترابية
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

سجّل المركز الإقليمي للعواصف الغبارية والرملية في المملكة تراجعًا ملحوظًا في نسب الغبار خلال شهر يوليو 2025، إذ بلغت نسبة الانخفاض الإجمالي نحو 41% مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام السابقة، في مؤشر إيجابي يعكس تحسنًا بيئيًا واضحًا شمل مختلف المناطق المتأثرة بالعواصف الترابية في المملكة.

وكشف المركز، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن مناطق عدة في المملكة شهدت تراجعًا ملموسًا في حالات الغبار، بعضها وصل إلى الانعدام التام، مثل منطقتي المدينة المنورة والقصيم، اللتين سجّلتا انخفاضًا بنسبة 100%، ما يعني اختفاءً كليًا للعواصف الترابية خلال الشهر المنصرم.
إقرأ ايضاً:أسعار حديد التسليح في السعودية تشهد تراجعًا ملحوظًا خلال أغسطسوزارة التعليم السعودية تحدد آليات صارمة للتعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر أو دون عذر

وأشار التقرير إلى أن منطقة جازان شهدت انخفاضًا بنسبة 75% في نشاط العواصف الغبارية، تبعتها المنطقة الوسطى بنسبة انخفاض بلغت 63%، ثم الحدود الشمالية بنسبة 62%، في دلالة على تحسن ملحوظ في مؤشرات جودة الهواء في تلك المناطق، واستقرار الظروف الجوية المرتبطة بانتقال الغبار.

ويرى المركز أن هذا الانخفاض لا يُعد صدفة ظرفية، بل هو نتاج تحسن بيئي تراكمي مدروس، تشارك في صناعته عدد من العوامل الطبيعية والبشرية، على رأسها تنفيذ مبادرات وطنية طموحة كان لها أثر مباشر في تقليل مسببات الغبار، وفي مقدمتها مبادرة "السعودية الخضراء".

وأوضح أن مبادرة "السعودية الخضراء"، التي تهدف إلى رفع نسب الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بدأت تؤتي ثمارها بشكل واضح، حيث ساعد ازدياد المساحات الخضراء في تثبيت التربة والحد من انجراف الرمال، وبالتالي تقليل فرص تكون العواصف الترابية.

كما أشار المركز إلى الجهود المستمرة في تقنين عمليات الرعي الجائر، الذي كان أحد العوامل الأساسية في تدهور الغطاء النباتي، مؤكدا أن تلك الإجراءات التنظيمية أسهمت في استعادة التوازن البيئي تدريجيا، وساعدت في الحفاظ على التربة من التعرية والانكشاف.

وبيّن أن عمليات استمطار السحب، التي تم تنفيذها بشكل واسع في مختلف المناطق، ساهمت بدورها في ترطيب التربة السطحية، ما حدّ من تطاير الأتربة وجعل البيئة أقل عرضة لتكوّن الغبار، خصوصًا في الأقاليم الجافة أو شبه الجافة التي كانت تشهد نشاطًا مرتفعًا للعواصف.

وأكد المركز أن تراجع نسبة الغبار يمثل أحد المؤشرات المهمة في متابعة كفاءة الاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالبيئة والمناخ، وهو أيضًا عنصر حيوي في تحسين الصحة العامة وجودة الحياة، نظرًا لتأثير العواصف الترابية المباشر على الجهاز التنفسي والحركي للمواطنين والمقيمين.

وأوضح المركز أن البيانات تم رصدها من خلال شبكة رصد دقيقة ومنتشرة في مختلف مناطق المملكة، تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بعد ومحطات الرصد المتقدمة، ما يضمن دقة القراءات وتحليلها بشكل علمي يمكن الاستفادة منه في بناء السياسات البيئية المستقبلية.

وأضاف أن المملكة تخطو خطوات متقدمة في مجال الحد من العوامل المسببة للعواصف الرملية، وذلك ضمن التزاماتها المحلية والدولية نحو المناخ، مؤكدًا أن ما تحقق في يوليو يمثل فقط بداية لمرحلة أوسع من التحسن المتوقع خلال المواسم المقبلة مع استدامة الجهود البيئية.

وأشاد المركز بدور التعاون المشترك بين القطاعات الحكومية المعنية، مثل وزارة البيئة والمياه والزراعة، والمركز الوطني للأرصاد، ومراكز الأبحاث الجامعية، في توفير بيانات دقيقة وتحليلات مناخية تدعم عملية اتخاذ القرار وتوجيه المبادرات البيئية بكفاءة.

كما دعا المواطنين والمقيمين إلى الاستمرار في دعم الجهود الوطنية للحفاظ على البيئة، من خلال الالتزام بالإرشادات البيئية، والمشاركة في حملات التشجير، وتجنب الممارسات التي تسهم في تدهور الغطاء النباتي أو إثارة الأتربة، للحفاظ على المكتسبات البيئية المحققة.

وأكد المركز في ختام بيانه أن العمل البيئي المستدام يتطلب استمرارية في السياسات، وتكاملًا في الأدوار، ومتابعة دقيقة للنتائج على الأرض، مشددًا على أن النجاحات المتحققة في شهر واحد فقط تعكس حجم الإمكانات الكبيرة التي يمكن الوصول إليها إذا استمرت الجهود بنفس الزخم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook