خطوة غير متوقعة تغير ملامح الميركاتو السعودي .. النجم الإسباني في الدوري

كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في

في تطور جديد ومفاجئ داخل سوق الانتقالات الصيفية في السعودية، كشفت مصادر مطلعة عن اتفاق نهائي بين نادي الشباب ونادي الاتحاد يقضي بانتقال اللاعب الإسباني أوناي هيرنانديز إلى صفوف الليوث، وذلك على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الجاري، في خطوة اعتبرها البعض تحولًا لافتًا في مسيرة لاعب الوسط الشاب الذي جاء إلى المملكة قبل أشهر قليلة فقط.

وإدارة الاتحاد درست عدة خيارات خلال الفترة الماضية بخصوص مستقبل هيرنانديز، لكنها وجدت أن إعارة اللاعب ستكون الحل الأمثل في هذه المرحلة، خاصة مع رغبة الشباب في ضمه وتقديم عرض جاد للحصول على خدماته، وهو ما جعل المفاوضات تسير بسلاسة حتى وصلت إلى اتفاق نهائي، ولم يتبق سوى التوقيع الرسمي على العقود.
إقرأ ايضاً:"النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية

وأوناي هيرنانديز كان قد انضم إلى الاتحاد في فبراير 2025 قادمًا من برشلونة الإسباني، في صفقة انتقال حر استمرت أصداؤها لفترة طويلة، إذ رأى فيها الكثيرون خطوة استثمارية من العميد على المدى البعيد، نظرًا لصغر سن اللاعب الذي يبلغ 20 عامًا فقط، وقدرته على التطور واكتساب الخبرات في بيئة تنافسية جديدة.

واللاعب الإسباني وقع عقدًا مدته ثلاث سنوات مع الاتحاد، وكان الطموح أن يشكل إضافة تدريجية للفريق، إلا أن ظروف المنافسة في مركزه وكثرة الأسماء الأجنبية والمحلية في خط الوسط جعلت مهمته في الحصول على دقائق لعب منتظمة صعبة للغاية، وهو ما دفع النادي للتفكير في منحه فرصة أكبر عبر الإعارة.

وبحسب ما نقلته صحيفة الرياضية السعودية، فإن المفاوضات بين الشباب والاتحاد وصلت إلى مراحل متقدمة جدًا، ليصبح انضمام هيرنانديز إلى الليوث مسألة وقت فقط، حيث يرى الجهاز الفني للشباب أن اللاعب قادر على تقديم الإضافة الفنية المطلوبة بفضل مهاراته في التمرير والتحكم بالكرة، إلى جانب صغر سنه الذي يمنحه مساحة كبيرة للتطور.

وهيرنانديز شارك مع الاتحاد في الموسم الماضي في عشر مباريات بمختلف البطولات، تمكن خلالها من تسجيل هدف واحد وصناعة ثلاث تمريرات حاسمة، وهي أرقام تعكس موهبته رغم محدودية دقائق اللعب، في حين أن مشاركته بالموسم الحالي اقتصرت على ثماني دقائق فقط أمام النصر في نصف نهائي كأس السوبر السعودي، وهو ما جعل وضعه معقدًا أكثر.

والجماهير الاتحادية انقسمت بشأن هذه الخطوة، فبينما يرى البعض أن إعارة اللاعب ستتيح له فرصة أكبر لإبراز موهبته بعيدًا عن ضغط المنافسة في العميد، يرى آخرون أن النادي كان بحاجة للاحتفاظ به وتطويره داخليًا خاصة أنه يمتلك إمكانيات فنية واعدة، لكن قرار الإدارة جاء استنادًا إلى رؤية فنية شاملة تضع مصلحة الفريق أولًا.

وعلى الجانب الآخر، رحبت جماهير الشباب بالصفقة المنتظرة، معتبرة أنها تعكس جدية الإدارة في تدعيم صفوف الفريق بلاعبين شباب يمتلكون خبرات أوروبية، وهو ما يعزز من طموحات الفريق في المنافسة بقوة خلال الموسم الجديد، خاصة أن النادي كان قد نجح أيضًا في التعاقد مع لاعبين من الاتحاد خلال الميركاتو ذاته.

وبانتقال هيرنانديز، سيكون الإسباني ثالث لاعب اتحادي يتجه إلى الشباب في هذا الصيف، بعد أن ضم الأخير كلًا من همام الهمامي ومحمد المحاسنة، في إشارة إلى أن التعاون بين الناديين بات أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة التعاقدية بين الطرفين.

والمدربون والمحللون في الوسط الرياضي يرون أن هذه الخطوة قد تعود بالنفع على اللاعب نفسه، حيث سيحظى بفرصة اللعب بشكل أساسي مع الشباب، ما يساعده على التطور وصقل مهاراته، بينما سيستفيد الاتحاد من عودته مستقبلًا أكثر خبرة وجاهزية، وهو سيناريو متكرر في عالم كرة القدم الحديثة.

وهيرنانديز الذي تدرج في أكاديمية برشلونة وعاش تجربة اللعب في فريق الشباب هناك، جاء إلى الاتحاد محملًا بآمال كبيرة في أن يسير على خطى العديد من اللاعبين الإسبان الذين برزوا في دوريات مختلفة، ورغم البداية المتعثرة، إلا أن إعارته للشباب قد تكون نقطة تحول حاسمة في مشواره الاحترافي.

والأوساط الرياضية في السعودية اعتبرت الصفقة رسالة واضحة على أن سوق الانتقالات المحلي بات أكثر ديناميكية وانفتاحًا، حيث لم تعد الانتقالات تقتصر على الأندية الأجنبية، بل أصبح تبادل اللاعبين بين الأندية الكبرى أمرًا طبيعيًا يعكس وعيًا استراتيجيًا في إدارة الموارد البشرية والفنية.

والشباب بدوره يعكف على بناء مشروع جديد يهدف إلى إعادة الفريق لمكانته المعتادة في المنافسات المحلية والقارية، ومن هنا تأتي أهمية ضم لاعبين شباب قادرين على تقديم الإضافة الفورية مع إمكانية التطوير على المدى البعيد، وهو ما يجعل صفقة هيرنانديز متوافقة مع رؤية النادي للمستقبل.

والاتحاد رغم رحيل أحد لاعبيه الواعدين، لا يزال يملك قاعدة عريضة من النجوم المحليين والأجانب، وهو ما يجعل الفريق محتفظًا بتوازنه وقدرته على المنافسة، خاصة وأن الإدارة تعمل بالتوازي على تعزيز مراكز أخرى لتلبية مطالب المدرب وضمان استمرار الفريق في منصات التتويج.

والجماهير السعودية تترقب الإعلان الرسمي عن الصفقة خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط اهتمام كبير بمتابعة تحركات الميركاتو الصيفي الذي يشهد نشاطًا واسعًا هذا العام، حيث تحاول جميع الأندية تدعيم صفوفها بأسماء قادرة على صنع الفارق في دوري روشن الذي بات يحظى بمتابعة عالمية متزايدة.

وفي النهاية، تبدو صفقة إعارة أوناي هيرنانديز إلى الشباب خطوة تحمل أبعادًا متعددة، فهي تمنح اللاعب فرصة إثبات الذات، وتمنح الشباب عنصرًا جديدًا في مشروعه الرياضي، كما تمنح الاتحاد هامشًا أكبر لإعادة ترتيب أوراقه، لتكون النتيجة في المجمل مكسبًا للجميع إذا ما استثمرت بالشكل الصحيح.

وبين مؤيد ومعارض، تبقى الحقيقة أن مستقبل هيرنانديز مع الشباب سيكون تحت أعين الجماهير والمحللين، الذين ينتظرون ما سيقدمه اللاعب الإسباني في تجربته الجديدة، ومدى تأثيره على مسيرة الفريق العاصمي في الموسم المقبل، ما يجعل هذه الخطوة واحدة من أبرز محطات الميركاتو الحالي.

اقرأ ايضاً