دواء ثوري يمنح الأمل لمرضى القلق بتحسن يستمر لأشهر

دواء
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

 كشفت دراسة علمية حديثة في الولايات المتحدة عن نتائج مثيرة للاهتمام قد تغيّر مستقبل علاج القلق، بعدما أظهرت أن عقاراً مخدراً معروفاً باسم «إل إس دي» (LSD) قد يفتح الباب أمام مقاربة علاجية جديدة وأكثر فاعلية. الدراسة التي أُجريت في جامعة «تافتس» بالتعاون مع مستشفى «ماساتشوستس العام»، بينت أن جرعة واحدة فقط من العقار قد تخفف بشكل ملحوظ من أعراض القلق، وأن هذا التأثير الإيجابي قد يمتد حتى ثلاثة أشهر كاملة.

 ويُعاني ملايين الأشخاص حول العالم من اضطرابات القلق بمختلف أشكالها، سواء القلق العام أو نوبات الهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة أو الرهاب الاجتماعي، حيث تؤثر هذه الحالات على جودة الحياة بشكل كبير، وتحد من قدرة المريض على ممارسة أنشطته اليومية والدراسة والعمل والتواصل الاجتماعي. ورغم توافر العلاجات التقليدية مثل الأدوية النفسية أو العلاج السلوكي المعرفي، فإن كثيراً من المرضى يواجهون بطئاً في الاستجابة أو يحتاجون إلى استخدام الأدوية لفترات طويلة.
إقرأ ايضاً:"النمر يحذر: جلد الدجاج قد يهدد قلبك والكولسترول في هذه الحالة فقط نجاح بنك الجزيرة في طرح صكوك دولارية بعائد ثابت يفتح فرصًا استثمارية جديدة في السعودية

 كما أن الدراسة الجديدة شملت نحو 200 مريض يعانون من قلق متوسط إلى شديد، حيث خضعوا لتجربة سريرية تضمنت تناول جرعات مختلفة من العقار أو دواء وهمي، تحت إشراف طبي صارم ودون الحاجة إلى جلسات علاج نفسي مصاحبة. وبعد مرور أربعة أسابيع، ظهر انخفاض كبير في مستويات القلق لدى المشاركين الذين تناولوا الجرعات الأعلى من «إل إس دي»، مقارنة بغيرهم من الذين تلقوا جرعات أقل أو دواءً بديلاً.

 والمثير أن النتائج الإيجابية استمرت حتى 12 أسبوعاً، إذ أكد نحو 65% من المرضى الذين تلقوا الجرعة الأكثر فاعلية (100 ميكروغرام) استمرار تحسن حالتهم، فيما صُنّف نصفهم تقريباً بأنهم وصلوا إلى مرحلة الشفاء التام من أعراض القلق.

 ورغم هذه النتائج الواعدة، أشار الباحثون إلى بعض الآثار الجانبية التي رُصدت مثل الصداع والغثيان والهلوسة، وهو ما يتطلب دراسة أعمق لضمان أمان استخدام العقار في نطاق علاجي.

 ويُعرف عقار «إل إس دي» منذ عقود بصفته مادة مسببة للهلوسة، وقد تم تطويره لأول مرة عام 1938 في سويسرا لعلاج اضطرابات نفسية، قبل أن يُحظر لاحقاً نتيجة استخدامه بشكل ترفيهي وانتشاره كأحد المخدرات المصنفة عالية الخطورة. غير أن السنوات الأخيرة شهدت عودة الاهتمام العلمي بهذا العقار، خصوصاً بعد أن أظهرت أبحاث متزايدة إمكانية استخدامه في علاج القلق والاكتئاب وحتى الإدمان على الكحول.

 ويعمل «إل إس دي» من خلال تنشيط مستقبلات السيروتونين في الدماغ، وهو ما يساعد على إعادة تنظيم الاتصال بين مناطق مختلفة، بما يشبه عملية «إعادة ضبط» للشبكات العصبية المرتبطة بالمزاج والقلق. ويرى العلماء أن هذه الآلية قد تكون السبب وراء التحسن السريع والمستمر لدى المرضى.

 ويذكر أن هذه النتائج تعزز الأمل بظهور جيل جديد من العلاجات النفسية التي لا تعتمد على الاستخدام اليومي للأدوية، بل تتيح للمريض فترات أطول من الراحة والتحسن، وهو ما قد يمثل ثورة حقيقية في مجال الطب النفسي مستقبلاً.

 

 

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook