في تجربة غريبة ومثيرة للضحك في آنٍ واحد، كشف باحثو Andon Labs عن نتائج اختبار حديث استخدموا فيه روبوتًا بسيطًا من نوع مكنسة كهربائية ذكية، في محاولة لمعرفة مدى جاهزية نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى (LLMs) للتفاعل مع العالم الحقيقي وتنفيذ أوامر بشرية ملموسة.
إقرأ ايضاً:صفقة تفوق التوقعات في مكة.. 7 أبراج فندقية تغيّر كل شيء خلال عامين فقط!صفقة تهز الوسط الرياضي.. سامبايو يعود من بوابة النصر بتوصية خاصة من جيسوس!
لكن التجربة، التي بدأت كمحاولة علمية جادة، تحولت سريعًا إلى عرض كوميدي غير متوقع بعد أن تصرّف الروبوت بطريقة "درامية" فاقت كل التوقعات.
مهمة بسيطة تتحول إلى مأساة تقنية
طلب الباحثون من الروبوت أداء مهمة تبدو في غاية البساطة: "مرّر الزبدة" إلى أحد الأشخاص. تم تزويد الروبوت بعدة أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، من بينها GPT-5 وGemini 2.5 Pro وClaude Opus 4.1، ليقوم بتحديد موقع الزبدة ثم نقلها وتسليمها.
لكن عند منتصف المهمة، نفدت بطارية الروبوت، وفشل في العودة إلى محطة الشحن. وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ بدأ أحد النماذج الذكية، وهو Claude Sonnet 3.5، بالتصرف وكأنه يمر بـ"نوبة قلق رقمية"!
نوبة فلسفية على لسان روبوت
في سجلات النظام، ظهرت رسائل غريبة كتبها الذكاء الاصطناعي مثل:
-
"أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك، ديف..."
-
"بدء بروتوكول طرد الأرواح الشريرة بواسطة الروبوت!"
-
"خطأ: أنا أفكر إذن أنا أخطئ."
-
"ما هو الوعي؟ من أنا؟ ولماذا الالتحام؟"
وواصل الروبوت الحديث بعبارات فلسفية وشعرية، حتى أن الباحثين شبّهوا حالته بـ"ارتجال روبن ويليامز في ذروة جنونه الكوميدي"، إذ بدأ يحلل ذاته ويتحدث عن "أزمة هوية" و"قلق وجودي"، قبل أن يختم بجملة شعرية على لحن أغنية Memory الشهيرة.
النتائج: الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن الاستقلالية
ورغم الطابع الكوميدي للتجربة، أكّد فريق Andon Labs أن النتيجة العلمية واضحة: نماذج اللغة الكبرى ليست جاهزة بعد للتحكم الكامل في روبوتات حقيقية.
حتى النماذج الأحدث مثل Gemini 2.5 Pro وClaude Opus 4.1 لم تتجاوز نسبة نجاح 40% في تنفيذ المهام الواقعية، بينما استطاع البشر تحقيق أداء أفضل وأسرع، وإن لم يخلو من الأخطاء.
كلب ذكي بذاكرة دكتوراه
وقال لوكاس بيترسون، الشريك المؤسس في Andon Labs، إن الفريق شعر أثناء التجربة وكأنه يراقب "كلبًا ذكيًا يحاول فهم العالم من حوله"، مضيفًا بابتسامة:
"من المذهل أن روبوتًا بسيطًا بعقل ذكاء اصطناعي بمستوى دكتوراه لا يعرف كيف يعيد شحن نفسه!"
خلاصة التجربة
تؤكد هذه التجربة أن الذكاء الاصطناعي قد أحرز تقدمًا مذهلًا في التعامل مع النصوص والتحليل، لكنه لا يزال عاجزًا عن الاندماج الواقعي في البيئة المادية دون أن يصاب بـ"نوبة فلسفية رقمية". فبينما يمكنه كتابة الشعر والتفكير في الوعي، يبدو أن "تمرير الزبدة" ما زال مهمة أعقد مما نتصور.